لماذا تسمى الأمعاء بالدماغ الثاني؟

يبدو أننا نمر بتغيير جذري في طريقة تفكيرنا في الصحة النفسية، لأنه قبل هذا، كلما تحدثنا عن الأمراض النفسية، كنا نبحث عن شيء لا بد أنه حدث في الدماغ، وهو طريقنا بالطبع. كان التفكير مرتبطًا بما يتراوح بين 100 إلى 200 عام مضت، لكننا نصل تدريجيًا إلى نتيجة مفادها أنه ربما يكون العضو الرئيسي في الجسم في الصحة العقلية موجودًا في مكان آخر إلى جانب الدماغ.
لماذا تسمى الأمعاء بالدماغ الثاني؟
في السنوات العشر الماضية، توصل عالم العلم إلى نتيجة مفادها أن دور الأمعاء في صحتنا العقلية مهم جدًا وأحيانًا أكثر فعالية من الدماغ، ولهذا السبب، فإن الأمعاء ويسمى “الدماغ الثاني” لدرجة أن البعض يعتقد أن دوره الأمعاء لا ينبغي أن يعتبر أقل من الدماغ.
هناك مائة ألف مليار بكتيريا في الأمعاء، وهو أكثر من عدد النجوم في مجرة درب التبانة. يتم إنتاج السيروتونين والدوبامين، وهما ناقلان عصبيان يتعاملان مع حيوية الإنسان، في الأمعاء أكثر مما يتم إنتاجه في الدماغ، وتلعب هذه الروابط الثنائية بين الدماغ والأمعاء دورًا مهمًا في ضمان صحة الإنسان الجسدية والعقلية.
لذا يجب أن ننتبه إلى تركيب هذه الميكروبات وكيفية تشكلها، والتي تتكون بشكل رئيسي في مرحلة الطفولة. المهم أن الألف يوم الأولى من الحياة هي فترة حرجة ونافذة فرصة، إذا تشكلت بشكل صحيح، ستقوي مناعة الجسم وتقي من العديد من الأمراض النفسية والجسدية في المستقبل.
لكي يتشكل الاحتياطي الميكروبي لجسم الرضيع بشكل طبيعي وصحيح، يجب مراعاة نقطتين مهمتين من قبل الأسرة في بداية الولادة.
النقطة الأولى؛ طريقة التسليم هي؛ في الولادة الطبيعية، بسبب مرور الطفل عبر قناة الولادة، تتاح للميكروبات المفيدة لجسم الأم فرصة الدخول إلى فم الطفل وجهازه الهضمي، أما في الولادة القيصرية، حيث يولد الطفل في ظروف معقمة تماما، سلبت منه هذه الفرصة الذهبية.
الفرصة الثانية المهمة؛ مص ثدي الأم واستخدام حليب الثدي، للأسف، في حالة استخدام التركيبة، تضيع هذه الفرصة المهمة لتقوية الميكروبات المفيدة في أمعاء الرضيع، لذا مع الأخذ في الاعتبار أهمية كيفية تكوين تركيبة الميكروبات في أمعاء الرضيع وفي الألف يوم الأولى من الحياة يجب قدر الإمكان تجنب الولادة القيصرية وإعطاء الطفل حليب الثدي، كما لا ينبغي استخدام المضادات الحيوية سواء أثناء الحمل أو بعد ولادة الطفل.
ما هو النظام الغذائي الأفضل لصحة الدماغ
فيتامين B6 وصحة الدماغ – دراسة تبعث التفائل
أهم فوائد اللوز للقلب والدماغ والجهاز المناعي
7 عادات غذائية لإبطاء عملية شيخوخة الدماغ